حكايات عربية(1)..أحلام طائشة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

((حكايات عربية )) جملة شاملة لعدد من القصص العربية القديمة التي تتسم ببساطتها و عمق معناها



كان في قديم الزمان رجل من الاغنياء يملك أرضا واسعة كلها زرع و نبات فيها أغنام كثيرة ولديه فلاحين و رعاة يعملون في الزراعة و رعي الغنم و كان هذا الرجل الغني يعطف على احد الصبية من رعاة غنمه فكان يخصص له قدرا من سمن بلدي يعطيه له كل يوم و كان يعبئ السمن و يدخره في جره معلقة في كوخه و كان الفتى ممن يحلمون كثيرا بالغنى و الثراء و لكنه لم يكن يفعل شيئا لتحقيق احلامه سوى رعي الغنم و كثيرا ما نصحه الكبار بان يتعلم بجانب الرعي مهنة أخرى لانه مع تقدم السن سيصعب عليه التنقل من مكان الى آخر .

وذات يوم عاد متعبا منهوك القوى وجلس الفتى و بجواره عصاه و طافت به أحلامه و تخيل نفسه أحد الاثرياء العظماء الذين يملكون القصور الضخمة و الضيعات المترامية الاطراف وهو يجوب أرضه فوق ظهر جواده يتفقد أحوال العاملين عنده هذا يكافئه ..وهذا يؤدبه و لكن كيف السبيل الى هذا الطريق؟ و ضحك لنفسه و هو يقول : طريقك واضح و مرسوم ..و خطواتك على الارض ثابته لقد امتلأت الجرة بالسمن حتى و صلت الى حلقها و هي كل رأس مالك ..سأذهب غدا الى السوق و أبيعه و اشتري بثمنه نعجة حاملا فتضع لي نعجة أخرى ثم تكبر النعجتان و كل واحدة تلد لي نعاجا أخرى و هكذا حتى يصبح قطيعا كبيرا أبيع منه ما شئت و اشتري لي قصرا كبيرا عظيما فأزينه بأبهى المفروشات و أغلاها و أضع فيه الاواني المرصعة و المنقوشات البهيجة.

كل هذا و القطيع يتضاعف عدده يوما بعد يوم فأحضر للغنم راعيا يعمل عندي و أشتري أرضا و أحضر فلاحين ليزرعوها فاكهة كثيرة برتقال و تفاح و رمان و عنب و أيضا أزهار و رياحين و أتوجه الى بنت السلطان أطلب يدها ..وعندما يرى قصري و أرضي و غنمي يوافق فيالحال و أتزوجها و حفل عرسي يكون ألف ليلة و ليلة ..كلها غناء و رقص و سعادة و انجب منها ولدا أحضر له معلما يعلمه الادب و الحكمة و آمره بطاعتي و احترامي . اما الفلاحون و المزارعون .. فسأمر عليهم كل يوم لأرى ما أنجزوه من اعمال في الارض أمتطي جوادا أشهب و العصا في يدي لمن عصا و تكاسل فاذا رأيت احدهم قصر انهلت عليه بالعصا ضربا ..

و اندمج الفتى في حلمه و امسك بالعصى و اخذ يضرب بها في الهواء حتى أصابت الجرة فكسرتها و سالت السمن على رأسه و ثيابه و تفرقت أحلامه و تبددت في كل جهة.
حزن الفتى ح. شديدا و قال لنفسه : لعل هذا جراء من يحلم دون أن يعمل.

في أنتظار تعليقاتكم عشان أكمل باقي السلسلة للامانة منقول.