مجنون ليلة

في القـلــب داء وهــذا الداء يضنـينـي & وهل سوى موقفي في الداء يشفيـني

الداءُ ما الداء يا ليلى سوى عــــطش & إلى لماك ، فهـات الثغر واســقـــــيـني

قالوا: جـنـنـت بليلى؟ قلت ويحــــــكم & ما لـــذة الـعــيـــش إلا لـــلمجــــانـيــن

قالوا: تموت بها حباً، فـقــلت لـــهـم & ألا آذكـروها على قـبـري فـتـحـيـــيـني

قالـوا: تخـيـر ســواها، فـهي قـاسـية & فقلت لا ، غير ليـلــى لــيس يرضــيني

فـلو جـمعــتـم جـمال الـكــون أجــمعهُ & في شخص أخرى وقد جاءت تناجيني

لكنـت كالــصـخـرة الصـماء عــاطـفـة & وقـلــت هــذا جـــمال لـيـس يـعــنـيني

إن العيون التـي بالــوصل تـضـحـكني & هي العيونُ التي بـالهجــر تـبـكــيـــني

قـالوا تردد على الروض النضير ففي & أزاهر الروض سلــوى والـرياحــــين

فـقلـتُ: بعد شــذاها لا أطـيــق شــذى & وقلت لاخـيــر فــي زهــر الــبـساتـين

قالـــوا: لعـــل أغـاريـد الـطيــور بـهـا & تخـفـيـف ما فـيـك من آهـات مـفـتونِ

فقــلت: إن لــم تــكــن ليـــلي مغــردَةً & فلـتـخرس الطير من فــوق الأفـانـيـن

قالوا أنتحر، فلعل الموت يـخـمـــد & مـا يثـور في النفـس مـن نـار الـبـراكـين

فـقــلت: في الـمــوت فـصل الروح عن جسد & والــــروح لــيــلــى وهــذا الـفــصـل يـشـقيني

يـا لــيــتـــني ، كـنـت يا ليــلى رداءك & أطـــوق الــجــســد الـمـخـمور باللين

يا لـيـتـنـي كنت يا ليــلى لسـانـك & كـي أمتــص ما تـشـتـهي نفسي وتـغريني

أنا الفـقـيـــر إلـى لـيلى فـإن رضـيــت & أحــيــا وإلا فــنـار الـحب تــفـنـيـــني

لا يـعرف الحــزن إلا كـل من عــشـقا & و ليس مـن قال إني عــاشـق صــدقا

للعـاشـقـيـن نـحــول يـعــرفــون بــــه & من طول ما حالفوا الاحزان و الارقا

 

ايقولون ليْلى بالْعِرَاقِ مَريضة

يقولون ليْلى بالْعِرَاقِ مَريضة ٌ.. فَمَا لَكَ لا تَضْنَى وأنْتَ صَديقُ

سقى الله مرضى بالعراق فإنني.. على كل مرضى بالعراق شفيق

فإنْ تَكُ لَيْلَى بالْعِراقِ مَريضَة ً.. فإني في بحر الحتوف غريق

أهِيم بأقْطارِ البلادِ وعَرْضِهَا ..ومالي إلى ليلى الغداة طريق

كأنَّ فُؤَادِي فِيهِ مُورٍ بِقادِحٍ ....وفيه لهيب ساطع وبروق

إذا ذَكرَتْها النفْس مَاتَتْ صَبابَة ً... لَها زَفْرَة ٌ قَتَّالة ٌ وَشَهِيقُ

سبتني شمس يخجل البدر نورها... ويكسف ضوء البرق وهو بروق

غُرابِيَّة الْفرْعَيْنِ بَدرِيَّة ُ السَنا .... وَمَنظَرُها بَادِي الْجَمَال أنِيقُ

وَقد صِرْتُ مَجْنُوناً مِنَ الْحُبِّ هَائِماً... كأنِّيَ عانٍ في القُيُودِ وَثِيقُ

أظل رَزيحَ الْعَقْل مَا أُطْعَمُ الكرَى... وللقلب مني أنة وخفوق

بَرى حُبُّها جِسْمِي وَقلبِي وَمُهْجَتِي... فلم يبق إلا أعظم وعروق

فلاَ تعْذلُونِي إنْ هَلَكْتُ تَرَحَّمُوا ...عَليَّ فَفَقْدُ الرُّوحِ ليْسَ يَعُوقُ

وخطوة على قبري إذا مت واكتبوا ... قَتِيلُ لِحاظٍ مَاتَ وَهوَ عَشِيقُ

إلى اللّهِ أشْكُو مَا أُلاَقِي مِنَ الْهَوَى... بليلى ففي قلبي جوى وحريق

 

تذكرت ليلى و السنين الخواليـــا

و لأيام لا نخشى على اللهو ناهيـــــا

فليت ركاب القوم لم تقطع الغضا

و ليت الغضا ماشى الركاب لياليـــــا

و قد يجمـــع الله الشتيتين بعدما

يظنـــــان كــل الظـــن: أن لا تلاقيــــا

لحـــى الله أقوام يقولون: إننــــــا

و جدنـــا طول الدهـــر للحب شافيــــا

خليلـــي: لا و الله لا أملـــك الذي

قضى الله في ليلى و لا ما قضى بيا

قضاهـــا لغيري و ابتلاني بحبهــــا

فهــلا بشـــيء غــــير ليلـــى ابتلانيــــا

فيـــا رب، سو الحب بيني و بينهـا

يكــــون كفافــــــاً ، لا علـــي و لا ليـــــا

فأشهد عنـــد اللــــهٍ أنـــي أحبهــا

فهذا مـــا لها عندي ، فما عندها ليـــا ؟

أحـب مـن الأسماء ما وافق اسمها

أو أشبهـــه، أو كـــــان منــــه مدانيــــــا

و إني لا ستغشي و ما بي نعسة

لعـــل خيـــالاً منهـــا يلقــــى خياليــــــــا

ميل بي الهوى في أرض ليلـى

فأشكوهـا غرامـي والتهابـي

وأمطر في التراب سحاب جفنـي

وقلبـي فـي همـوم واكتئـاب

واشكـو للديار عظيـم وجـدي

ودمعـي في انهمـال وانسيـاب

أكلـم صورة في التـرب منهـا

كـأن التـرب مستمع خطابـي

كأنـي عنـدها أشكـو إليهـا

مصابـي والـحديث إلى التراب

فلا شخـص يرد جواب قولـي

ولا العتـاب يرجع في جوابـي

فأرجـع خائبـا والدمـع منـي

هتـون مثل تسكاب السحـاب

على أني بـها الـمجنون حقـا

وقلبـي من هـواها في عـذاب